الدعاية التاريخية كانت ولا تزال أداة قوية في تشكيل الرأي العام والتأثير على
المجتمعات عبر مختلف العصور استخدمت الحكومات والمؤسسات والشخصيات
البارزة أساليب دعائية متعددة لنقل الأفكار وترسيخ المفاهيم التي تخدم مصالحها
من خلال الوسائل التقليدية مثل النقوش والملصقات وصولا إلى الوسائل
الحديثة في العصر الرقمي لعبت الدعاية دورا محوريا في التأثير على الأحداث التاريخية وتوجيه سلوك الأفراد
في هذه المقالة من Segma Media سنستعرض مفهوم الدعاية التاريخية وأبرز أمثلتها وتأثيرها
-
ما هو مصطلح الدعاية التاريخية ؟
الدعاية التاريخية هي عملية توظيف المعلومات والأفكار بطريقة منهجية
للتأثير على الرأي العام في سياقات تاريخية مختلفة حيث يتم استخدامها لدعم
أو تبرير سياسات معينة أو توجيه سلوك المجتمعات تجاه قضايا محددة اعتمدت
الدعاية التاريخية على وسائل متعددة مثل النقوش القديمة والخطب السياسية
والملصقات والصحف وأصبحت أكثر تطورا مع ظهور الوسائل الإعلامية الحديثة
حيث تعد هذه الدعاية أداة قوية استخدمتها الحكومات والمؤسسات وحتى الحركات الاجتماعية
لإعادة تشكيل الوعي الجماعي والتأثير على فهم الأفراد للأحداث التاريخية
-
الشبه بين الدعاية التاريخية و الاحتيال التسويقي
على الرغم من اختلاف الأهداف والأساليب بين الدعاية التاريخية والاحتيال
التسويقي إلا أن هناك عدة نقاط تشابه بينهما فكلاهما يعتمد على التلاعب
بالمعلومات والتأثير على الجمهور لتحقيق أهداف محددة
1. التضليل المتعمد
تعتمد الدعاية التاريخية على إعادة صياغة الأحداث أو تحريف الحقائق
لخدمة مصالح سياسية أو اجتماعية بينما يستخدم الاحتيال التسويقي
أساليب خادعة مثل الادعاءات الزائفة والمبالغات لجذب المستهلكين
2. استغلال العواطف
يتم توظيف المشاعر في كل من الدعايـة التاريخية والاحتيال التسويقي
لإقناع الجمهور فالأولى تستخدم القومية أو الخوف أو الفخر لتوجيه الرأي العام
بينما يعتمد الاحتيال التسويقي على إثارة مشاعر مثل الإلحاح أو الحاجة لضمان اتخاذ قرار الشراء
3. نشر المعلومات المضللة
كلاهما يعتمد على نشر معلومات غير دقيقة أو منحازة فالدعاية التاريخية
قد تتعمد إخفاء بعض الحقائق أو تضخيم أخرى لخدمة رؤية معينة بينما يعتمد
الاحتيال التسويقي على تقديم وعود غير واقعية حول المنتجات أو الخدمات
4. التأثير على قرارات الجمهور
الهدف الأساسي في كلتا الحالتين هو التأثير على سلوك الأفراد فالدعاية
التاريخية تهدف إلى توجيه التفكير الجماعي بينما يسعى الاحتيال
التسويقي إلى دفع المستهلكين لاتخاذ قرارات غير مدروسة
5. استخدام وسائل الإعلام والتكنولوجيا
تعتمد كل من الدعايـة التاريخية والاحتيال التسويقي على وسائل الإعلام والتكنولوجيا
لنشر الرسائل بشكل واسع سواء عبر الصحف والملصقات في الماضي
أو عبر الإعلانات الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي اليوم
-
كيف يتم استخدام الدعاية التاريخية في وقتنا الحالي ؟
على الرغم من أن الـدعاية التاريخية ارتبطت في الماضي بالأحداث السياسية والحروب
إلا أنها لا تزال تستخدم في وقتنا الحاضر بطرق متعددة وبأساليب أكثر تطورا وذلك
بفضل انتشار وسائل الإعلام الحديثة والتقنيات الرقمية
-
التأثير على الرأي العام في السياسة
تستخدم الحكومات والمؤسسات السياسية الـدعاية التاريخية لإعادة تفسير الأحداث التاريخية بما يخدم مصالحها حيث يتم تسليط الضوء على جوانب معينة من التاريخ وتجاهل أو تحريف جوانب أخرى بهدف تشكيل وعي جديد لدى الأجيال الحالية
-
تعزيز الهوية الوطنية والقومية
تعتمد الدول على الدعـاية التاريخية لإبراز إنجازاتها التاريخية وتوحيد الشعوب تحت راية الهوية الوطنية من خلال الكتب المدرسية والأفلام الوثائقية والخطابات الرسمية التي تسلط الضوء على شخصيات وأحداث معينة لدعم الشعور بالفخر الوطني
-
التأثير عبر وسائل الإعلام الرقمية
في عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الدعاية التاريخية أكثر انتشارا حيث يتم إعادة تداول الأحداث التاريخي
بصور وأساليب جديدة قد تكون منحازة أو غير دقيقة بهدف التأثير على الرأي العام وتحقيق أهداف معينة -
استخدامها في الصراعات الاجتماعية والثقافية
يتم توظيف الـدعاية التاريخية في النقاشات الاجتماعية والثقافية لدعم قضايا معينة حيث يتم استحضار أحداث الماضي لإثبات وجهات نظر محددة والتأثير على مواقف الناس تجاه قضايا مثل الحقوق المدنية أو العدالة الاجتماعية
اقرأ ايضاً : الفرق بين برمجة موقع تعريفي و صفحة هبوط